»

تداعيات حصار قطر: منظور إسرائيلي

11 تموز 2018
تداعيات حصار قطر: منظور إسرائيلي
تداعيات حصار قطر: منظور إسرائيلي

اصدر المعهد المصري للدراسات دراسة تحت عنوان "تداعيات حصار قطر: منظور إسرائيلي" إرتأى المركز نشرها للإطلاع والإستفادة كما يلزم علماً أن المركز لا يتبنى بالضرورة وجهات النظر الواردة في الدراسة وكذلك المصطلحات المستخدمة فيها.

يقوم هذا التقرير على رصد وتحليل أهم الدراسات التي تناولتها المراكز البحثية الاسرائيلية في الفترة ما بين 5 يونيو 2017م، إلى 5 يونيو 2018م، والمتعلقة بتداعيات حصار قطر من قبل الدول العربية:

أولا: تعريف بالمراكز الإسرائيلية البحثية التي تناولت الأزمة القطرية:

1-معهد أبحاث الأمن القومي الاسرائيلي:

تابع لجامعة تل أبيب، وتأسس عام 1977م، ويهتم بتناول الدراسات في مجالات الأمن القومي لاسرائيل والشرق الاوسط والمنظومة الدولية. كما يرتبط المعهد بعلاقات متبادلة مع المجتمع الاسرائيلي والجيش 1.

2- مركز موشيه دايان لدراسات الشرق أوسطية والافريقية:

تأسس عام 1959م، ويهتم بتوفير الأدوات والاطار التحليلي لفهم الشرق الاوسط في القرن الـ 21، ليكون بمثابة مصدر لصانعي القرار.

3- مركز بيجن – السادات للدراسات الاستراتيجية :

مرتبط بجامعة بار ايلان الاسرائيلية، وتأسسس عام 1993م، ويهتم بقضايا الأمن والسلام، خاصة في المجالات المتصلة بالأمن القومي الاسرائيلي والسياسية الخارجية، ومختلف القضايا الاقليمية في منطقة الشرق الأوسط ويأخذ بمنشوراته وتوصياته كبار صانعي القرار في المجال العسكري والمدني، والمؤسسات ذات الصلة في وزارة الدفاع والشئون الخارجية 3.

ويوضح الشكل التالي النسبة المئوية لتناول هذه المراكز البحثية لتداعيات حصار قطر:

التداعيات الاقتصادية لحصار قطر

وفقا لما تناولته مراكز الأبحاث والدراسات الاسرائيلية، الحصار العربي على قطر قد أثر على العديد من النواحي الاقتصادية، فقد ارتفعت الاسعار في دولة قطر نوعا ما وتحديداً بنسبة 2%، إلى جانب تغير الطرق ووسائل الاستيراد القطرية. فقد زاد الاعتماد القطري على الواردت التركية والتى قفزت من 36 مليون دولار في مايو 2017م، لتصل إلى 52 مليون دولار في يونيو من نفس العام. إلا أن الاضرار الاقتصادية التى لحقت بقطر لم تقتصر عليها فحسب، فقد دفعت المملكة العربية السعودية الثمن أيضا 4 .

فهناك العديد من البنوك والشركات السعودية والاماراتية مرتبطة بالبنوك والشركات القطرية، مما جعلها عرضه للعديد من الخسائر؛ وهذا ما يفسر قيام العديد من المؤسسات المالية السعودية والاماراتية بالضغط على حكوماتها من أجل تخفيف القيود التجارية، وبهذا الخصوص فقد قدمت تلك المؤسسات فكرة إرسال بضائع لدولة قطر عبر بلد ثالث كوسيط.

كما شهدت عائدات النفط انخفاض حاداً. مما أدى إلى عرقلة برنامج التكامل الاقتصادي لدول الخليج والذي يشمل مشاريع عملاقة تتعلق بالكهرباء والطرق. فمنذ تأسيس مجلس التعاون الخليجي في عام 1981م، قطعت الدول الأعضاء في المنظمة شوطا طويلا في تعزيز تكاملها الاقتصادي. وقد شمل هذا المخطط ايضا التدفق الحر لرأس المال بين البلدان والاستثمارات المشتركة في البنية التحتية. أهمها خط أنابيب دولفين للغاز، الذي ينقل الغاز من قطر جنوبا إلى الإمارات العربية المتحدة وإلى عمان، والذي لم يتوقف عن التدفق في ظل الازمة القائمة بين البلدين، مما يدل على أهمية الاعتماد المتبادل بين الدول.

رسم توضيحي لخط غاز الدولفين بين قطر والامارات.

التداعيات السياسية

1- على مستوى العلاقات الدولية

طلبت الولايات المتحدة الامريكية من دولة قطر إعادة النظر في العلاقات القطرية الايرانية، والقطرية التركية. إلى جانب تخفيف حده التحريض من قبل قناة الجزيرة. مع امتناع قطر عن القيام بأي اجراءات تهدد بشكل مباشر استقرار الحكومة في القاهرة، بما في ذلك تقديم الدعم السياسي والمالي وغيره لقيادات حركة الاخوان المسلمين في مصر.

2- على الصراع الفلسطيني الاسرائيلي:

تناولت بعض الدراسات الاسرائيلية بإيجابية قرار دولة قطر، والمتمثل في الطلب من بعض قيادات حركة حماس مغادرة أراضيها، بشكل دبلوماسي ، بعد أن طلبت من القيادي في حماس “صالح العاروري” مغادرة اراضيها؛ وقد ارجعت الدراسات الاسرائيلية اتباع قطر الدبلوماسية لمغادرة قيادات حركة حماس أراضيها؛ لرغبتها في الاحتفاظ بعلاقاتها الجيدة مع حركة حماس؛ بينما بررت الدراسات الاسرائيلية الموقف القطري تجاه حماس بأنه جاء نتيجة للموقف الأمريكي بعد أن قامت إدارة الرئيس الامريكي ترامب بوضع حركة حماس وتنظيم داعش في مجموعة واحدة كتنظيمات ارهابية .

3- تغيرات في الخارطة السياسية للمنطقة الاقليمية:

بعد أن فشلت المملكة العربية السعودية، من استقطاب موقف باكستاني إلى صفها؛ ومعادي لدولة قطر في أثناء الأزمة؛ خاصة بعد اتخاذ دولة باكستان موقفا محايدا من الأزمة. هذا إلى جانب وجود ما يشبه حالة جفاء في العلاقات التركية السعودية. في حين نجحت قطر في تعزيز علاقاتها مع تركيا في مجالين في غاية الاهمية العسكري والاقتصادي. كما نجحت قطر في تعزيز علاقاتها مع الجمهورية الاسلامية الايرانية، المنافس الرئيسي للدول العربية المقاطعة لقطر. هذه التغيرات من شأنها أن تؤثر على خريطة التحالفات في المنطقة لسنوات قادمة10 . وترى دراسة أعدها مركز بيجن – السادات الاسرائيلي ان التقارب التركي الايراني القطري، سوف يعزز من انشاء تحالف سعودي اماراتي اسرائيلي11 .

4- قطر تعزز من أدوات دبلوماسيتها الناعمة:

بعد ان نجحت دولة قطر في استخدام “الدبلوماسية الاعلامية” في منطقة الشرق الاوسط عبر قناة الجزيرة الفضائية. سعت قطر إلى استخدام ادوات جديدة في دبلوماسيتها الناعمة، وهذه المرة عبر دبلوماسية كرة القدم، فبعد ان حصلت قطر على حقوق رعاية أحد أفضل الأندية في العالم نادي “برشلونة” الاسباني بصفقة قدرت بـ 125 مليون جنيه استرليني في العام 2010م؛ ونجاحها في الحصول على تنظيم كاس العالم المقبل في 2022م؛ أعلن نادي باريس سان جيرمان الفرنسي لكرة القدم المملوك لقطر في 3 أغسطس 2017م، عن انتقال نجم كرة القدم البرازيلي نيمار من نادي برشلونة إلى نادي باريس سان جيرمان الفرنسي مقابل صفقة هي الأعلى في العالم قدرت بـ 222 مليون يورو (حوالي 262 مليون دولار).

الاستراتيجية الدبلوماسية الناعمة والتى يمكن تسميتها بـ “دبلوماسية الكرة” التى استخدمتها قطر نجحت من خلالها في رفع مكانتها الدولية 12 .