»

الحملة العسكرية المصرية في سيناء: خسائر وشبهات ونهايات مفتوحة

05 تموز 2018
الحملة العسكرية المصرية في سيناء: خسائر وشبهات ونهايات مفتوحة
الحملة العسكرية المصرية في سيناء: خسائر وشبهات ونهايات مفتوحة

اصدر مركز الجزيرة للدراسات دراسة تحت عنوان "الحملة العسكرية المصرية في سيناء: خسائر وشبهات ونهايات مفتوحة" إرتأى المركز نشرها للإطلاع والإستفادة كما يلزم علماً أن المركز لا يتبنى بالضرورة وجهات النظر الواردة في الدراسة وكذلك المصطلحات المستخدمة فيها. تتناول هذه الورقة نتائج الحملة العسكرية التي يشنها الجيش المصري في سيناء منذ نهاية العام 2017، ضد ما يوصف بالمجموعات "الإرهابية"، وآثارها المدمرة على الأوضاع الإنسانية للسكان، وعلاقتها بالترتيبات الراهنة لتسوية القضية الفلسطينية أو ما يسمى بـ"صفقة القرن".


في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، أمر الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، باستعادة الأمن في سيناء خلال ثلاثة أشهر، وبدلًا من الالتزام بالموعد أطلق الجيش المصري حملة "سيناء 2018" التي وصفها بالأشمل والأكبر، والمفتوحة الأمد حتى تحقق أهدافها. تسببت الحملة العسكرية الأخيرة في أزمة غير مسبوقة طالت كل أهالي شمال سيناء وعرضتهم لخسائر باهظة وشلل تام لحياتهم اليومية، وبالرغم من حجم المعاناة، لم تحقق الحملة ما يمكن به تبرير السياسات القمعية المستمرة لليوم بعد سبعة أشهر من المدة الزمنية التي حددها السيسي. 

شهدت شهور الحملة إفشاء أمور حاول النظام المصري إخفاءها على مرِّ سنوات واعتبرها الكثيرون فضائح مدوية تطول سمعة المؤسسة العسكرية المصرية، كان أكبرها الكشف عن سماح السيسي للقوات الجوية الإسرائيلية بتنفيذ ضربات في سيناء، والسماح للقوات الإماراتية بتنفيذ عمليات على الأرض، وبين هذا وذاك، تتواتر أنباء شبه مؤكدة عن اقتراب بداية تنفيذ ما يسمى بـ"صفقة القرن" على الأراضي التي أصر الجيش المصري على إخلائها من البشر والشجر بحجة الحرب على الإرهاب.
"سيناء 2018": حملة من الخسائر والشبهات، وأيضًا مفتوحة الأمد
بعد أيام من مذبحة مسجد الروضة، التي وقعت في منطقة بئر العبد بشمال سيناء، يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، وراح ضحيتها أكثر من ثلاثمئة قتيل لتصبح بذلك المذبحة الأكبر للمدنيين العزل في تاريخ مصر الحديث(1)، أصدر الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، أوامره لرئيس أركان القوات المسلحة المصرية آنذاك، الفريق محمد فريد، بأن يستعيد الأمن في شبه جزيرة سيناء خلال ثلاثة أشهر(2). لم يكن لأي متابع لشؤون سيناء، عوضًا عن أهلها أو المختصين في الشأن الأمني والعسكري، أن يقتنعوا بموضوعية الفترة الزمنية التي حددها الرئيس، والتي أعادت إلى الأذهان وعود قيادات الجيش المصري السابقة بتطهير سيناء خلال أسابيع.

لم تمض أيام حتى وقع هجوم آخر استهدف وزيري الدفاع والداخلية السابقين(3)، الفريق صدقي صبحي واللواء مجدي عبدالغفار، بينما كانا في زيارة سرية للإقليم داخل مطار العريش الذي تحول لثكنة عسكرية حصينة منذ العام 2013، وكان هذا الهجوم أيضًا هو الأول من نوعه في تاريخ مصر الحديث(4). بعد أن نجا الوزيران، وبينما كثرت الأسئلة حول اقتراب نهاية الفترة التي حددها الرئيس السيسي لاستعادة الأمن في سيناء، أعلنت القوات المسلحة، يوم 9 فبراير/شباط 2018، عن حملة أخرى شاملة و"مفتوحة الأمد" أُطلق عليها اسم "سيناء 2018"(5).

اليوم، وبعد مرور أكثر من سبعة أشهر على أوامر السيسي باستعادة الأمن في شمال سيناء خلال ثلاثة أشهر، وبعد مرور قرابة خمسة أشهر على بداية الحملة "سيناء 2018"، تحول موضوع الفترة الزمنية المحددة للحملة من سؤال إلى أمر مسلَّم به، خصوصًا بعد الإعلان صراحة أن العمليات العسكرية وكل ما يصاحبها من سياسات مستمر حتى "تحقق الحملة أهدافها"(6).

اليوم، أصبح سؤال الفترة الزمنية أمرًا ثانويًّا، وغير ذي شأن، مقارنة بكمِّ الخسائر التي تسببت فيها سياسات الجيش وأجهزة الدولة منذ فبراير/شباط 2018 وانعكاسها المدمر على حياة المدنيين، وأيضًا الشكوك المتزايدة حول أهداف الحملة الفعلية في ظل تعتيم إعلامي وأسئلة بلا إجابات عن نوايا السيسي لسيناء، ودوره فيما عادت تُعرف إعلاميًّا بصفقة القرن.

 

مرفق PDF لقراءة الدراسة كاملة