»

“جيوبوليتيكا” الدوائر المتقاطعة، سورية في عالم متغول

06 حزيران 2018
“جيوبوليتيكا” الدوائر المتقاطعة، سورية في عالم متغول
“جيوبوليتيكا” الدوائر المتقاطعة، سورية في عالم متغول

أصدر مركز حرمون للدراسات المعاصرة دراسة تحت عنوان "“جيوبوليتيكا” الدوائر المتقاطعة، سورية في عالم متغول" إرتأى المركز نشرها للإطلاع عليها والإستفادة منها كما يلزم علماً أن المركز لا يتبنى وجهات النظر الموجودة أو المصطلحات المستخدمة في الدراسة

ملخص

كان من الممكن لما يسمى بالنظرية السياسية الرابعة، للكاتب الروسي ألكسندر دوغين، أن تبقى محض نظرية سياسية في إعادة تكون الإمبراطورية الروسية تخص تطور دولة ومجتمع بذاته في مواجهة النظام العالمي بقطبيتة الوحيدة من منظار العولمة. لكنها حين وضعت في مسارات التطبيق والتنفيذ برهنت على تناقضاتها بمضمون حيثياتها الأنثروبولوجية والتاريخية والجغرافية، فحيث كان يرتقب العالم إمكان التحرر من رقبة السوق المالية العالمية وأدوات تحكمها وسيطرتها على مكونات العالم ووحداته، أتت النظرية الروسية الجيوبوليتيكية في مسار معاد تمامًا لمقومات وجودها النظري أساسًا، خصوصًا في مواجهة مد ثورات الربيع العربي وخصوصًا في سورية.

الدراسة الحالية لا يمكن أن تكون سياسية محضة ولا فكرية نظرية وحسب، إذ لا يمكن التعامل مع كتاب نهاية التاريخ لفوكوياما بوصفه كتابًا نظريًا فحسب كما حاول فلاسفة الحداثة وما بعدها عبر يورغن هابرماس، بالمثل أيضًا لا يمكن الوقوف على مدخلات الجيوبوليتيكا الروسية نظريًا وفكريًا، بل تتعداها إلى محطات المرحلة السياسية العالمية اليوم وتعقيدات مشهدها وبخاصة في موضوع المسألة السورية.

تبرز المسألة السورية بوصفها نقطة ارتكاز رئيسة لاكتمال الدائرة التطبيقية للجيوبوليتيكا الروسية، بينما تراوح مسارات العولمة في تذبذب وتردد منها، واضعة شرطين في الأفق المنظور: عدم السماح لروسيا بتثبيت وجودها العالمي المنفرد بوصفها قطبًا جديدًا، وإن لم يكن بالإمكان ذلك إلا بخوض حرب عالمية ثالثة، وهذا مستبعد كليًا، فهو تقييدها في المسألة السورية وعدم السماح لها بتثبيت حلولها السياسية دوليًا وأمميًا حتى وإن ثبتت حلولها العسكرية بالانتصار على الثورة. الشرط الثاني إعادة ترتيب أقواس التحالفات الدولية وفرض شروط التحكم والسيطرة الاقتصادية والمالية في دوائر توسع الوجود الروسي.

سورية، والثورة السورية هي نقطة الالتقاء، بل خط التماس بين الدائرتين، ومقومات شعبها وثورته في محك تجريبي كبير أمام نفسها، وفي موازاة نظريات الهيمنة الكبرى، ويبدو هذا ليس قولًا نظريا فحسب بل مفصلًا تاريخيًا يستلزم الوقوف عنده.

فحيث لن تكتفي الدراسة الحالية بالطرح النظري وحده في الدراسة، بل ستذهب باتجاه مقاربة في الحلول الجيوسياسية الممكنة للمسألة السورية، بين مسار روسي يمر من حلب إلى البوكمال لسوتشي، وآخر ما زال ممكنًا، على الفكر السياسي أن يقارب رؤيته حوله وفق شرطي: الثورة السورية لم تعد سورية فحسب بل مفصل عالمي كبير وتنازع سياسي قد يتطور إلى عسكري، والثاني مفاده الخروج من دوائر العطالة السياسية إلى فضاءات الاحتمالات الممكنة وكيفية توقع إحداها بخلاف غيرها.

مرفق pdf للإطلاع على الدراسة