»

سيناريوهات ما بعد عفرين: منبج وسنجار على رأس الأهداف

24 آذار 2018
سيناريوهات ما بعد عفرين: منبج وسنجار على رأس الأهداف
سيناريوهات ما بعد عفرين: منبج وسنجار على رأس الأهداف

اصدر مركز الجزيرة للدراسات دراسة تحت عنوان "سيناريوهات ما بعد عفرين: منبج وسنجار على رأس الأهداف" إرتأى المركز نشرها للإطلاع والإستفادة كما يلزم علماً أن المركز لا يتبنى بالضرورة وجهات النظر الواردة في الدراسة وكذلك المصطلحات المستخدمة فيها.

 مقدمة 

في الثامن عشر من مارس/آذار 2018، أعلنت القوات التركية سيطرتها مع الجيش السوري الحر على قلب مدينة عفرين بعد إحكام الحصار عليها، وقد تزامن ذلك مع ذكرى معركة "جناق قلعة" عام 2015. تسارَعَ سقوط القرى والبلدات الأخرى بعد سقوط عفرين؛ الأمر الذي يعني أن عملية غصن الزيتون قد انتهت عمليًّا وتستكمل بعض الخطوات التفصيلية أو الهامشية فقط. 

تبحث هذه الورقة في نتائج العملية ومدى تحقيقها لأهدافها، ودلالات ذلك من حيث العلاقة مع روسيا والولايات المتحدة وتأثيرها على مجمل القضية السورية، وتستشرف الخطوات التركية المقبلة في كل من سوريا والعراق. 

"غصن الزيتون": ثلاث مراحل 

أطلقت تركيا، في العشرين من يناير/كانون الثاني 2018، بالتعاون مع مجموعات من الجيش السوري الحر عملية عسكرية ضد مواقع وحدات حماية الشعب في عفرين أطلقت عليها اسم عملية "غصن الزيتون". سارت العملية في بداياتها ببطء وحذر، فبدأت مرحلتها الأولى بالسيطرة على التلال الاستراتيجية في محيط عفرين وتمت بحصار الأخيرة من ثلاث جهات أو ما أسمته أنقرة بـ"اكتمال الهلال"، في الخامس والعشرين من فبراير/شباط 2018(1). وفي المرحلة الثانية، أحكمت العملية الحصار تمامًا على عفرين بعد السيطرة على بلدتي راجو وجندريس المهمتين تاركة ما أسمته "ممرًّا آمنًا" للمدنيين خرج منه خلال أيام عشرات الآلاف منهم(2). أما المرحلة الثالثة، فتضمنت السيطرة على عفرين، ولم تستمر أكثر من 24 ساعة بعد حصارها بالكامل، بسب انسحاب مسلحي الوحدات منها. 

بعد عفرين، تسارَع سقوط القرى بيد القوات التركية والسورية المتعاونة معها(3)؛ ما يعني أن تركيا ستكون قادرة على إنهاء العملية قبل الموعد الأَوَّلي الذي توقعته هي(4)؛ وقد تنتقل قريبًا إلى المحطة التالية في استراتيجيتها لمواجهة مشروع حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا.  

النتائج والدلالات 

سعت تركيا من خلال عملية غصن الزيتون لتحقيق الأهداف التالية:

إنهاء سيطرة وحدات حماية الشعب على المنطقة.
مواجهة كافة المنظمات "الإرهابية" مثل حزب العمال الكردستاني وتنظيم "الدولة الإسلامية"، إضافة لوحدات الحماية(5).
تأمين الحدود التركية-السورية.
منع تسلل المسلحين من عفرين إلى الداخل التركي.
تأمين عودة بعض اللاجئين والنازحين السوريين إلى المنطقة(6). 

نجحت القوات المسلحة التركية في تأمين الحدود ومنع تسلل المسلحين مع انتهاء المرحلة الأولى من العملية وإتمام الحصار من ثلاث جبهات. ومع المرحلة الثالثة، فقدت وحدات الحماية سيطرتها على المنطقة بشكل واضح، بينما يبقى هدف عودة اللاجئين والنازحين مرتبطًا بإتمام السيطرة على القرى المتبقية ومرحلة ما بعد العمليات العسكرية. 

تبدو عملية "غصن الزيتون" وقد حققت أهدافها في مدة زمنية لم تتعدَّ الشهرين، بينما استمرت عملية "درع الفرات" سبعة أشهر دون تحقيق بعض أهدافها المتعلقة بمنطقتي تل رفعت ومطار منغ كما المتعلقة بالمساحة الجغرافية حيث سيطرت على مساحة 2015 كيلومترًا مربعًا من أصل 5000 كان مخططًا لها(7). 

في مقدمة الأسباب التي أدت لهذا النجاح وبهذه السرعة ما يلي:

أولًا: التنسيق التركي-الروسي بخصوص العملية، حيث زار رئيسا أركان الجيش وجهاز الاستخبارات التركيان موسكو قبيل العملية، وسحبت روسيا شرطتها العسكرية من عفرين مع بدئها(8)، ولم تعترض على طيران المقاتلات التركية فوق الأجواء السورية. 

ثانيًا: الغطاء القانوني والسياسي الذي أحاطت تركيا العملية به، حيث وضعته في سياق الدفاع المشروع عن النفس ومواجهة المنظمات "الإرهابية"، وفق المادة رقم 51 من ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن رقم 1624 لعام 2005 و2170 و2178 لعام 2014(9). 

ثالثًا: توحُّد الجبهة الداخلية التركية خلف العملية بما في ذلك أحزاب المعارضة -باستثناء حزب الشعوب الديمقراطي القومي الكردي- التي اكتفت بالتحفظ على بعض التفاصيل أو تقديم بعض المقترحات والنصائح على هامش العملية(10). 

رابعًا: عدم تكافؤ ميزان القوة العسكرية في العملية، واستخدام تركيا للقوات الخاصة في جهازي الشرطة والدرك في المرحلتين الثانية والثالثة بما لديهما من خبرة في معارك المناطق المأهولة بالسكان التي اكتسباها من مواجهة مناطق الإدارة الذاتية التي أعلنها حزب العمال الكردستاني في بعض المدن التركية ذات الأغلبية الكردية في 2015. 

خامسًا: غياب موقف دولي قوي معارِض للعملية، رغم محاولات الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا. 

سادسًا: انسحاب وحدات الحماية من عفرين قبل إحكام حصارها، وبالتالي عدم الحاجة لحرب شوارع طويلة الأمد داخل المدينة. 

بيان القوات المسلحة التركية بعد السيطرة على عفرين ذكر سقوط 46 جنديًّا تركيًّا وجرح 225 آخرين في العملية مقابل "تحييد 3603 إرهابيين"(11)، بينما أشارت آخر الإحصاءات إلى سقوط 115 مقاتلًا من الجيش السوري الحر(12). سيطرت تركيا على 1102 كلم مربع خلال العملية حتى الآن(13)، بما يشمل السيطرة على 242 منطقة منها 203 قرى و39 "نقطة حساسة"(14). 

مرفق ملف PDF لقراءة الدراسة كاملة