»

التحولات السياسية في المشرق العربي في 2018

13 شباط 2018
التحولات السياسية في المشرق العربي في 2018
التحولات السياسية في المشرق العربي في 2018

اصدر مركز الجزيرة للدراسات دراسة حول "التحولات السياسية في المشرق العربي في 2018" أرتأى المركز نشرها للإطلاع والإستفادة كما يلزم علماً أن المركز لا يتبنى بالضرورة وجهات النظر الواردة في الدراسة وكذلك المصطلحات المستخدمة فيها.

تقرأ هذه الورقة حالة النظام العربي، في 2017، وفشله في إيجاد حلول جذرية لتناقضاته الداخلية مما حال دون تمكنه من مواجهة الأطماع والتحديات الخارجية التي تتربص به. وتستشرف استمرار تآكل قدراته تدريجيًّا في 2018، وقد تُسَرِّعه هزات إقليمية كبرى مفاجئة.

لا تشكِّل بدايات الأعوام بالضرورة قطيعة مع نهاياتها؛ فعجلة الزمن تدور بلا توقف في صيرورة أبدية، ومع كل لحظة تمر، تقع أحداث متباينة في كل ركن من أركان المعمورة، بعضها روتيني محدود التأثير، وبعضها الآخر استثنائي تتجاوز تأثيراته حدود الزمان والمكان. ولأن الأبعاد الكاملة لما يخلِّفه كل حدث من نتائج أو آثار لا تتضح في أحيان كثيرة إلا بعد فترة زمنية، قد تطول أو تقصر حسب الأحوال، فقد جرت العادة على التوقف عند فواصل زمنية معينة، كنهايات الأعوام، لرصد ما وقع من أحداث خلال عام رحل، لعلنا نستطيع استخلاص ما قد يساعدنا على فهم أفضل لدلالة ما انقضى واستشراف ما هو آت.

في سياق ما تقدم، تستهدف الورقة التي بين أيدينا:

1. رصد وتحليل أهم الأحداث التي وقعت خلال عام 2017 وكان لها تأثير ملموس على أوضاع العالم العربي.

2. تحديد أثر هذه الأحداث على تحولات السياسة العربية، خاصة على بنية وأداء وفاعلية النظام السياسي العربي.

3. استشراف اتجاهات التطور في المستقبل القريب. 

ونظرًا للتداخل العضوي بين النظام العربي وبيئته الدولية والإقليمية المحيطة، رأينا تقسيم هذه الورقة إلى أربعة محاور، وذلك على النحو التالي:

محور أول: يتناول أهم الأحداث العالمية، وفيه نولي عناية خاصة للتأثيرات الناجمة عن فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية، من ناحية، وتواصل الدور الروسي في الأزمة السورية، من ناحية أخرى.

محور ثان: يتناول أهم الأحداث الإقليمية، وفيه نولي عناية خاصة لتطور مواقف إيران وتركيا وإسرائيل من قضايا وأزمات العالم العربي وتأثيراتها المحتملة على موازين القوى في المنطقة.

محور ثالث: يتناول أهم التفاعلات البينية والمحلية العربية، وفيه نولي عناية خاصة لأزمة حصار قطر، من ناحية، وللتحولات التي يشهدها النظام السعودي عقب رحيل الملك عبد الله، من ناحية أخرى.

محور رابع: يحاول استشراف مستقبل النظام العربي واتجاهات تطوره في ضوء النتائج التي أمكن التوصل إليها.