»

نهج الولايات المتحدة الجديد للمستقبل في سوريا

28 كانون الثاني 2018
نهج الولايات المتحدة الجديد للمستقبل في سوريا
نهج الولايات المتحدة الجديد للمستقبل في سوريا

اصدر معهد هوفر في جامعة ستانفورد، كاليفورنيا تصريحات حول "نهج الولايات المتحدة الجديد للمستقبل في سوريا" أرتأى المركز نشرها للإطلاع والإستفادة كما يلزم:

الوزير تيلرسون: شكراً. شكراً. شكراً جزيلاً.

حسناً، صباح الخير. أقدّر فعلاً فرصة المجيء إلى ستانفورد في طريقي من الساحل الغربي وبخاصة لمخاطبة هذه المجموعة. وأود أن أشكر ستانفورد ومؤسسة هوفر ومجموعة الدراسات الدولية على السماح لي بالتحدث إليكم هذا الصباح. أنا أعرف مؤسسة هوفر، وسبق أن ألقيت كلمات في البعض من فعالياتها في الماضي في خلال مسيرتي السابقة، وقد أنتجت باستمرار منح دراسية عظيمة مبنية على المبادئ، مما يجعل من الدعوات للحكومة التمثيلية، والمشاريع الخاصة، وحماية طريقة الحياة الأمريكية محور أنشطتكم وموضوعات هامة جداً نمضي وقتنا في معالجتها.

وفي هذا الصدد، لديكم بالتأكيد مؤيدة حقيقية في صفوفكم، ألا وهي صديقتي الدكتور كوندوليزا رايس، التي... لا أعرف إذا ما كانت تتحمل المسؤولية عن حضوري هنا أم لا، ولكنني... أحملها المسؤولية جزئياً على أي حال. و... ولكنني أقدّر نصيحة كوندي ومشورتها. عند استلام منصب وزير الخارجية، رحت أبحث عن دليل الإرشاد ولكنني لم أجد واحداً. كانت مصدر مساعدة وإلهام كبير لي.

وأودّ أيضاً أن أشيد بالمضيف المشارك الآخر، وهو أحد أكثر موظفينا الحكوميين تفانياً وموهوبة، أقله في القرن العشرين: الوزير السابق جورج شولتز. نعرف أنا وجورج بعضنا منذ وقت طويل أيضاً، وأنا معجب كبير بعمله.

وصلت لتوي من اجتماع وزاري في فانكوفر، ناقش فيه عدد من الدول كيفية تنفيذ حملة الضغط القصوى ضد كوريا الشمالية على نحو أفضل. لا تزال الولايات المتحدة وحلفاؤها متحدين في مواصلة هذه الحملة حتى تتخذ كوريا الشمالية خطوات ذات مغزى نحو نزع السلاح النووي. لقد اتفقنا جميعاً – جميعاً – على أننا لن نقبل أن تكون كوريا الشمالية مسلحة نووياً.

وأتيت من فانكوفر بسرعة إلى هنا إلى كاليفورنيا. وأقدّر مساعدة الدكتور رايس في ترتيب ذلك لي في وقت قصير نوعاً ما. يشك البعض في واشنطن أنني فررت من سوء الاحوال الجوية اليوم لآتي إلى هنا، ولكنني مسرور بحضوري.

موضوع تصريحاتي اليوم هو التحدث معكم عن سبيل الولايات المتحدة للمضي قدماً في سوريا.

سأبدأ بأن أشرح لكم نوعاً من السياق التاريخي والسياسي الواسع لبعض المواقف الصعبة جداً التي تواجه الشعب السوري وتثير مخاوف مختلف القوى الدولية أيضاً.

ثم أريد أن أصف لماذا من الضروري لدفاعنا الوطني أن نحافظ على وجود عسكري ودبلوماسي في سوريا للمساعدة على وضع حد لهذا الصراع ومساعدة الشعب السوري فيما يرسم مساراً لتحقيق مستقبل سياسي جديد.

وأخيراً، أريد أن أفصّل الخطوات التي تتخذها هذه الإدارة لتحقيق سوريا مستقرة وموحدة ومستقلة، وخالية من التهديدات الإرهابية، وخالية من أسلحة الدمار الشامل.

ثم سأجري محادثة مع الدكتور رايس كما هو مبين.

منذ ما يقرب من 50 عاماً، عانى الشعب السوري من دكتاتورية حافظ الأسد وابنه بشار الأسد. طبيعة نظام الأسد خبيثة، مثل نظامه الإيراني الكفيل. وقد عزز ذلك إرهاب الدولة، ومكّن الجماعات التي تقتل الجنود الأمريكيين، مثل تنظيم القاعدة. وقد دعم حزب الله وحماس وقمع المعارضة السياسية بعنف. وتتضمن استراتيجية بشار الأسد الكبرى، إلى حد ما لديه استراتيجية أبعد من البقاء على قيد الحياة، استضافة بعض العناصر الإرهابية الأكثر راديكالية في المنطقة واستخدامها لزعزعة استقرار جيرانه. نظام الأسد فاسد، وقد استبعدت أساليبه في الحكم والتنمية الاقتصادية بشكل متزايد بعض المجموعات العرقية والدينية. وسجله في مجال حقوق الإنسان شهير بالسوء في مختلف أنحاء العالم.

لا يمكن أن يستمر هذا القمع إلى الأبد. على مر السنين، نشأ غضب كامن داخل البلاد، وانتفض العديد من السوريين وعارضوا حكم الأسد. وفي غضون أيام مما بدأ

كمظاهرات سلمية اجتاحت سوريا في العام 2011، استجاب الأسد ونظامه لشعبه بالرصاص وأحكام السجن.

ومنذ ذلك الوقت، أصبحت قصة سوريا قصة كارثة إنسانية. لقد قتل ما يصل إلى نصف مليون سوري. وثمة أكثر من 5,4 مليون سوري لاجئ، و6,1 مليون مشرد أو نازح داخلي. تدمرت مدن عن بكرة أبيها نتيجة للنزاع بين قوات النظام والمعارضة، وسوف يستغرق إعادة بناء الأمة بأكملها سنوات.

لم تكن الجهود الأمريكية السابقة لوقف الصراع فعالة. وعندما استخدم الأسد الأسلحة الكيماوية ضد شعبه في العام 2013، متحدياً تهديد الخط الأحمر الأمريكي، دفع التقاعس الأمريكي النظام إلى مزيد من تجاهل أرواح المدنيين. وفي نيسان/أبريل من العام الماضي، ردت إدارة ترامب على استخدام الأسد لغاز السارين ضد المدنيين بصواريخ كروز دمرت 20% من سلاح جو الأسد. قمنا بذلك لتحطيم قدرة الجيش السوري على شن المزيد من الهجمات بالأسلحة الكيميائية، وحماية المدنيين الأبرياء، وثني النظام السوري عن استخدام الأسلحة الكيميائية أو نشرها. تأخذ الولايات المتحدة على محمل الجد تهديدات الأسلحة الكيميائية، ولا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي ونسمح باستعمالها. وسنواصل السعي إلى تحقيق المساءلة والعدالة لضحايا ذلك الهجوم.

في العام 2012، بدأت القوات العسكرية التابعة لنظام الأسد تكافح بشدة ضد المعارضة المسلحة. وسرعان ما تعزز النظام من خلال مساعدة القوات المقاتلة المدعومة من إيران. ولكن على الرغم من هذه المساعدة، وبحلول آب/أغسطس من العام 2015، حققت قوات الثوار السوريين تقدماً كبيراً ضد نظام الأسد. خاف الأسد على بقائه، فناشد روسيا طالباً المساعدة، وهي حليفه منذ زمن طويل. تدخلت روسيا لإنقاذ النظام، وذلك عن طريق توفير قوة جوية متزايدة واستخبارات ودعم بالأسلحة إلى حد كبير.

وفي كانون الأول/ديسمبر 2016، سقطت مدينة حلب الرئيسية في يد النظام بعد حملة وحشية دمرت تلك المدينة التي كان يبلغ عدد سكانها أكثر من مليوني شخص قبل الحرب. ورمز ذلك إلى تصميم النظام الذي لا يرحم على استعادة الزخم في الصراع. كما أدى إلى... ظن الأسد مخطئاً أنه سيحافظ على السلطة بدون معالجة المظالم المشروعة للشعب السوري.

ملف PDF مرفق للتصريحات كاملة