»

فيلق "فاطميون" الأفغاني: رأس حربة إيرانية

25 كانون الثاني 2018
فيلق "فاطميون" الأفغاني: رأس حربة إيرانية
فيلق "فاطميون" الأفغاني: رأس حربة إيرانية

اصدر مركز الجزيرة للدراسات دراسة حول "فيلق "فاطميون" الأفغاني: رأس حربة إيرانية" أرتأى المركز نشرها للإطلاع والإستفادة كما يلزم علماً أن المركز لا يتبنى بالضرورة وجهات النظر الواردة في الدراسة وكذلك المصطلحات المستخدمة فيها.

شكَّل فيلق "فاطميون" رأس الحربة الإيرانية في الحرب السورية منذ عام 2012 حين أُدخل الساحة السورية بذريعة حماية المزارات الشيعية، لكن سريعًا ما أصبح الهدف هو حماية النظام السوري ومنع الأسد من السقوط أمام ثورة شعبية تفجَّرت في مارس/آذار 2011، بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من السقوط كما اعترف مندوب الحرس الثوري الإيراني، العميد حسين همداني، في كتابه "رسائل الأسماك" قبل مقتله في سوريا، أكتوبر/تشرين الأول من عام 2015. 

كان وجود نحو ثلاثة ملايين لاجئ أفغاني على الأراضي الإيرانية، حسب إحصائيات هيئة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين، لعدد من الأسباب مثل الاحتلال السوفيتي لأفغانستان في الثمانينات، فرصة ذهبية لطهران من أجل تجنيدهم مستغلة ظروفهم الاقتصادية وأوضاعهم غير القانونية؛ إذ يتطلعون لتصحيح أوضاع إقاماتهم.

ظلت الحكومة الإيرانية طوال سنوات الحرب في سوريا حريصة على تطويف جنازات قتلى "فاطميون" بالمدن الإيرانية بعيدًا عن أفغانستان، لتحصينها أولًا من حرب طائفية ومذهبية ليست في مصلحتها وقوعها الآن ما دام حلفاؤها لا يزالون غير متمكنين من الحكم والسلطة، يُضاف إليه حرمان الأفغان من معرفة ما يجري في سوريا كي لا تتعاطف الأغلبية السُّنِّية مع أشقائها هناك، وأخيرًا، فهناك مصلحة إيرانية مهمة تتجلى بإظهار أن القتلى في سوريا على أنهم من غير الإيرانيين، تحاشيًا لتأليب شارعها عليها وعلى سياستها في سوريا. لكن ما يثير مخاوف النخب السياسية والحزبية في أفغانستان وحتى المراقبين هو أنه حال توقف الحرب السورية فإن مفاعيلها ستبدأ في بلادهم، وذلك بعودة هؤلاء "السوريين الأفغان"، وتبدأ معها مرحلة صراع وحرب جديدة على الأرض الأفغانية، على غرار ما وقع مع عودة الأفغان العرب بعد انتهاء الحرب الأفغانية عام 1992.

ملف PDF مرفق