»

استراتيجية أميركا في مواجهة حركة الشباب: الثابت والمتغير

24 كانون الثاني 2018
استراتيجية أميركا في مواجهة حركة الشباب: الثابت والمتغير
استراتيجية أميركا في مواجهة حركة الشباب: الثابت والمتغير

اصدر مركز الجزيرة للدراسات دراسة حول "استراتيجية أميركا في مواجهة حركة الشباب: الثابت والمتغير" أرتأى المركز نشرها للإطلاع والإستفادة كما يلزم علماً أن المركز لا يتبنى بالضرورة وجهات النظر الواردة في الدراسة وكذلك المصطلحات المستخدمة فيها.

لا يمكن لأي استراتيجيات أميركية تستهدف تصفية حركة الشباب تعويضُ دور الجيش الصومالي الذي بات بناؤه ضروريًّا لفرض الأمن. ويبدو أن مستقبل الصراع بين واشنطن وحركة الشباب آخذٌ في التزايد في ظل انعدام رؤية صومالية أمنية مما يعني تراجع التفكير في بناء جيش وطني.

مضى عقد من الزمن، ولا تزال حركة الشباب الصومالية تمثِّل تهديدًا وتحديًا لأمن دول القرن الإفريقي، وخاصة الصومال وكينيا وإثيوبيا. وعلى الضفة الأخرى تتواصل جهود دولية وإقليمية للحد من هجماتها أو القضاء عليها نهائيًّا، وذلك بعد تزايد هجماتها خارج الصومال منذ هجوم ويست غيت عام 2013، وهو الهجوم الذي أربك حسابات واشنطن في التعاطي مع ملف حركة الشباب بجدية أكثر من أي وقت مضى؛ إذ بلغت تهديدات الحركة ذروتها لتشكِّل تهديدًا محتملًا بالنسبة للمصالح الأميركية في كلٍّ من كينيا وجيبوتي، التي هي الأخرى لم تَسْلَمْ من هجمات حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة. 

قبل مجيء الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض، كانت تهديدات حركة الشباب للدول الإقليمية تتزايد، كما كانت بصماتها الدموية تأخذ منحنى تصاعديًّا في كل من كينيا وأوغندا والصومال، فلا يكاد أسبوع إلا ويسمع دوي الانفجارات أو هجمات مسلحة في العاصمة مقديشو، وتنامى نفوذ الهجمات ليصل إلى عمق الأراضي الكينية، بعد أن استقطبت الحركة عشرات من الكينيين كمسلحين في صفوفها ينفِّذون هجمات قاتلة في عقر دارهم. 

لكن بعد وصول الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى سدة الحكم، اختلفت موازين الصراع بين حركة الشباب وواشنطن؛ فبدأت الأخيرة بتوجيه ضربات شبه يومية لحركة الشباب، وذلك انطلاقًا من استراتيجية أميركية جديدة في مواجهة الحركة، وهو ما يبحث فيه هذا التقرير لفهم الاستراتيجيات الأميركية والمعطيات الراهنة للقضاء على حركة عمرها أكثر من عقد من الزمن، إلى جانب استشراف السيناريوهات المحتملة لهذا الصراع ومدى تأثير ذلك على الأمن الإقليمي لدول المنطقة، ومستقبل حركة الشباب في القرن الإفريقي، نتيجة هذا التحول الدراماتيكي الأميركي للقضاء عليها. 

ملف PDF مرفق