»

ملخص كتاب " النار والغضب"

15 كانون الثاني 2018
ملخص كتاب " النار والغضب"
ملخص كتاب " النار والغضب"

المقدمة:

أصدر الكاتب الصحافي في نيويورك تايمز «مايكل وولف» كتابًا يحمل عنوان «نار وغضب»، يشرح فيه شخصية «ترامب» منذ حملته الانتخابية حتى دخوله البيت الأبيض. تكمن قوة الكتاب في اعتماده على معلومات حصرية وخاصة حصل عليها الكاتب جراء قربه من ترامب من جهة، وحصوله على أكثر من مئتي مقابلة حصرية أجراها مع كبار موظفي البيت الأبيض ومقربين من ترامب وأفراد أسرته، كما ظهرت أهميته من خلال محاولات ترامب منع صدوره. وقد استوحى الكاتب عنوان الكتاب «نار وغضب»؛ من العبارة التي استخدمها ترامب لإرعاب الزعيم الكوري الشمال. 

الكتاب بنسخته الإنكليزية يضم 327 صفحة عرض فيه الكاتب ملاحظاته، ثم تناول اثنان وعشرين موضوعًا وختمه بشكر وتقدير، وحيث أن الكتاب لم تتم ترجمته كاملًا إلى اللغة العربية، سيتم في هذه الأوراق عرض أبرز الأفكار التي وردت فيه:

أولًا: ترشح ترامب للرئاسة الأميركية:

قرر دونالد ترامب الترشُّح لانتخابات الرئاسة.
 سعى لجعل صديقه القديم " روجر يوجين إيلز" المسؤول التنفيذي السابق لشركة «فوكس نيوز»، رئيسًا لحملته الانتخابية.
 رفض إيلز عرض ترامب، مُعللًا ذلك بأن ترامب لا يقبل المشورة، أو حتى يستمع إليها، لكنَّ الحقيقة الخفية هي أن إيلز يراه "متمردًا دون سبب واضح"، بحسب وصفه.
قام ترامب بتعيين «ستيف بانون» رئيسًا لحملته الانتخابية وهو الأمر الذي ندم عليه روجر إيلز فيما بعد دخول ترامب للبيت الأبيض.
هَدَفَ ترامب من خلال الترشح للرئاسة إلى أن يصبح أكثر الرجال شهرةً في العالم، في حال الفوز أو الخسارة.
إن الخسارة كانت النتيجة الخالية من المتاعب، وستسعد الجميع؛ إذ سيصبح ترامب أشهر رجلٍ في العالم كما تمنى، وشهيدًا لهيلاري كلينتون، أما ابنته إيفانكا وزوجها جاريد، فسيتحولان من أثرياء مجهولين، إلى مشاهير عالميين وسفراء للعلامات التجارية.

ثانيًا: القدس عاصمة "إسرائيل" ضمن أجندة ترامب منذ اليوم الأول:

يسير ترامب وفقًا لبرنامج، أي أن أولى مهامه تتضمن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وحشد الدعم الإسرائيلي لسياساته منذ اليوم الأول، إذ يدعم كل من نتنياهو والملياردير الإسرائيلي شيلدون أديلسون ترامب بشدّة.
قال ستيف بانون "دع الأردن تأخذ الضفة الغربية، ودع مصر تأخذ غزة، لنتركْهم يتعاملوا مع الأمر، أو يغرقوا وهم يحاولون."
أشار إلى التوسع الإيراني في المنطقة العربية قائلاً: "المملكة العربية السعودية، ومصر كلتيهما على حافة الهاوية، خائفون حتى أخمص قدميهم من "بلاد فارس"، إضافةً إلى ما تشهده تلك المنطقة من تهديداتٍ في سيناء واليمن وليبيا، روسيا هي المفتاح لكل ذلك، وإن كان الروس سيئين، فالعالم مليء بالأشرار.

ثالثًا: علاقة ملتبسة مع بوتين:

ترامب ليس قادرًا على أداء المهام الرئيسية في وظيفته الجديدة لعدة أسباب وهي:

عقله غير قادر على تكييف سلوكه مع الأهداف التي تطلبها الوظيفة.
يفتقر للربط ما بين السبب والنتيجة، وأكبر دليل على ذلك هو الاتهام الذي لاحقه بشأن اتفاق ترامب مع الروس من أجل الفوز في الانتخابات، مما عرضه للسخرية حتى من أصدقائه.

إن سعي ترامب لاختيار فلاديمير بوتين من بين كل الناس، ومحاولة كسب وده حتى وإن لم يتآمر شخصيًا مع الروس لكسب الانتخابات، ستترك بلا شك ردود أفعالٍ مقلقة، سيدفع ثمنها سياسيًا لاحقًا»، وهو ما حذره منه صديقه القديم إيلز، دافعًا إياه إلى أن يأخذ الأمور على محمل الجد.

رابعًا: خطة ترامب لإدارة البيت الأبيض:

سعى ترامب ليكوّن إمبراطورية عائلية. فأبناؤه: "ترامب الأصغر، و"إريك" يجالسونه في مؤتمراته ونقاشاته السياسية.
كان يسعى لجعل ابنيْه قطبين في البيت الأبيض، أو على الأقل يحملون رايته في إمبراطوريته التجارية، فواحد يحقق أمنيات الوالد ليرث المظهر الشخصي ومهارات المبيعات، والآخر يعتمد عليه في مسائل الإدارة اليومية.
أحاط نفسه بأفراد عائلته الخاصة، واضعًا دورًا لكل منهم في البيت الأبيض مماثلًا لدوره في إمبراطورية ترامب، وهو ما جعل «آن كولتر» عضو الحزب اليميني والداعمة لترامب تقول: «لا أحد سيقول لك هذا، ولكن لا تعيّن أبناءك في مناصب عموميّة»، وهو الأمر الذي عارضه ترامب، مُعللًا ذلك بأن من حقه طلب مساعدة أولاده وقتما احتاج ذلك، وجاء ذلك قبل اختيار بانون ليصبح مستشارًا لترامب.

 

خامسًا: ترامب يطلب دعم إمبراطور الإعلام مردوخ:

فشل ترامب في جذب إمبراطور الاعلام مردوخ إلى صالح حملته الانتخابية وذلك بعدما عبّر لمردوخ عن حاجة شركات التكنولوجيا العالمية "آبل" و"فيسبوك" و"جوجل" لدعمه، معللًا ذلك بأنهم لم تكن أمورهم جيدة خلال فترة حكم أوباما وهذا ما دفع مردوخ لنعته بالأحمق، قائلًا: «لثماني سنوات كان هؤلاء الرجال هم رجال أوباما، إنهم لا يحتاجون لمساعدتك".

سادساً: علاقة ترامب بالاعلام:

أبدى ترامب العداء لوسائل الإعلام كافة، مثال (حادثة قناة «سي إن إن» واتهام ترامب للوكالة بالترويج للأخبار الكاذبة).
 إن استخدامه لوسائل التواصل الاجتماعي ورده على وسائل الإعلام يتم بطريقة صادمة للعامة؛ إذ لم يستطع بعدها حتى موظفوه المقربون الدفاع عنه.
يعلم ترامب جيدًا أنه لن يحصل على دعم وسائل الإعلام، وهو ما يدفعه في الأساس إلى معاداتهم.
شن ترامب حملات هجومية ضد جميع وسائل الإعلام التي تهاجمه، وخاصةً «سي إن إن»، قائلًا إنهم لطالما بثوا «أخبارًا كاذبة 100%»، وكانوا يخترعون قصصًا وهمية. مؤكدًا أنه أكثر رئيس تعرضاً للهجوم إعلامياً في تاريخ أميركا. كثر ال
أضاء ترامب على سخافة الإعلام في تهميش دوره الإيجابي للولايات المتحدة الأميركية 700إذ إنه في نفس اليوم الذي منع فيه العمال المكسيكيين من دخول الولايات المتحدة، وفّر مليون دولار سنويًا كانت تهدر عليه، كما وفّر بهذه الخطوة ملايين الوظائف للشعب الأمريكي.

سابعاً: الأيام الأولى في البيت الأبيض:

نشأت نظرية بين أصدقاء ترامب أنه لم يكن يتصرف بمفرده في الرئاسة منذ البداية؛ بل دائمًا ما يستعين بأصدقائه في اتخاذ قراراته.
 أعلن منذ الأيام الأولى على حسابه الشخصي على «تويتر»، أنه لن يتَّبِع أي إملاءات من أحد، وأنه لن يسلك نفس الطريق الذي سلكه الرؤساء من قبله.

ثامناً: مِن بُرج ترامب إلى البيت الأبيض:

طالب ترامب أن تكون له غرفته الخاصة المستقلة، حتى بدون وجود ميلانيا فيها.
أمر بتجهيز غرفة خاصة لها غير غرفته، وهي المرة الأولى منذ أيام حكم «كيندي» التي يكون فيها الرئيس وزوجته في غرفتين منفصلتين، على الرغم من أن ميلانيا كانت تقضي أيامًا قليلة في البيت الأبيض.
طالب بوجود شاشتيْ تلفاز في غرفته الخاصة، بالإضافة إلى شاشة ثالثة موجودة هناك أساسًا، وأمر بإغلاق الباب عليه، وعدم دخول أي شخص عليه عندما يكون في الداخل، وهو ما أحدث مشكلة بينه وبين عناصر الأمن الشخصي، الذين أكدوا أن لهم الحق في دخول غرفته في أي وقتٍ لتأمينه.
فرض ترامب مجموعة من القواعد الجديدة في البيت الأبيض، فلا أحد يلمس أي شيء يخصه حتى إن كانت فرشة أسنانه.
 كان دائمًا مهووسًا بالخوف من التسمم، وهذا سبب تردده الدائم على المطاعم المختلفة، نظرًا لأنهم لن يعرفوا بقدومه، مما يقلل فرص تجهيز أي محاولات لاغتياله وتسميمه.
كان الهاتف وسيلة اتصاله الحقيقية مع العالم الخارجي.

تاسعاً: صراع الأعراق والنفوذ داخل أروقة الرئاسة:

انقسم البيت الأبيض إلى جبهتين:

جبهة «البانونيين»، وهي التي تضم ستيف بانون؛ كبير مستشاري ترامب، وأتباعه ومؤيديه داخل البيت الأبيض
وجبهة «جافانكا»، وهو الاسم الذي يُطلق للتعبير عن تحالف جاريد كوشنر صهر ترامب، وزوجته إيفانكا ترامب.

يتوقّع ترامب أن تكون الأمور دومًا سهلة فهو يستخدم سياسات بسيطة وسطحية في محاولاته لجذب بعض الشخصيات المهمة كرئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، جيمس كومي.

عاشراً: ترامب يقيل رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالية:

أقال ترامب كومي، رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي بشكل مُفاجئ وبقرار  شخصي بعد كشف علاقة ترامب بالروس، على الرغم من محاولات بانون الشرح لترامب أن التحقيق ليس تحقيق كومي بل مكتب التحقيقات الفيدرالي.

 

احدى عشر: ضعف شخصية الرئيس السياسية:

يأخذ ترامب الأمور دائماً بشكل شخصي
اجتمع بشخصيات روسية مرموقة بينها السفير الروسي، ولسوء حظه، كشفَ ترامب في هذا الاجتماع عن معلومات عن داعش وخططها لتهريب مُتفجرات في الحواسيب المحمولة في الطائرات.
شوّهت هذه الحادثة سمعة ترامب في الدوائر الاستخباراتية، لأن القاعدة المُتَّبعة تنص على أن سرية العميل وحمايته أهم من كل الأسرار الأخرى.
علّق بانون على هذا الحدث بقوله: «إنه ترامب! يظنّ أن بإمكانه فصْل الإف بي آي»، وبعد قراره اعتقد ترامب أنه «بطل»، وأنه أثبت للجميع قدرته على ممارسة سلطة الدولة واستخدامها.

ثاني عشر: بانون.. عقل ترامب المفكّر:

استاء ترامب من ستيف بانون رغم الاحترام الكبير الذي يكنّه بانون لترامب، فجمع لجنة كبيرة لتُقرر مصير بانون.
يرى الكثيرون أن ستيف بانون كان السبب في وصول ترامب إلى كرسي الرئاسة.
وسعى بانون إلى:
استعادة الاتفاقيات التجارية
شنّ حروب تجارية لدعم الصناعات الأمريكية
الدفاع عن سياسات الهجرة التي تحفظ مكانة العمال الأمريكيين
كان يرى أن على أمريكا أن تدخل في عزلة دولية، لتحافظ على مواردها وهويتها

ثالث عشر: علاقة ترامب مع الجنرالات:

إن المشكلة التي قابلت بانون هي في التعاطي مع ترامب في الأزمات، وفي كيفية إيصال المعلومات لشخص لم ولا يستطيع ولا يريد أن يقرأ.
من سمات ترامب:
يقدّر الجنرالات، وكلما ازدادت الأوسمة على رداء الجنرال، كان ذلك أفضل.
يكرهُ الاستماع للجنرالات الذين يرطنون بالمصطلحات العسكرية ويملؤون حديثهم بأكوام البيانات والمعلومات.

 

رابع عشر: أول امتحان في الشرق الأوسط: ترامب يقصف سوريا:

توتّر البيت الأبيض بأكمله بعد استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي في خان شيخون.
 ازداد توتر مجلس الأمن القومي بتأخّر قرار الرئيس حول الحدث.
كان ترامب مُنزعج من اضطراره اتخاذ إجراءات حول الهجوم، لا من الهجوم نفسه والضحايا الذين سقطوا.
قدّمت إيفانكا "ابنة ترامب" مع ديانا باول) نائبة مستشار الرئيس للأمن القومي والأمريكية من أصول مصرية (، عرضًا من صور لأطفال سوريين تُخرج أفواههم الزبد نتيجةً لتعرضهم للسلاح الكيماوي.
باءت محاولات بانون بالفشل بعدما حاول إقناع ترامب أن هذا الهجوم كغيره من الهجمات، بل بعضها كان أشد وأقسى، والتدخل فيها أو في غيرها لا طائل منه ولا داعيَ له ما دامت الولايات المتحدة غير مُجبرة على التدخّل.

خامس عشر: السلطة من أجل الشهرة:

يقول روجو إيلز (أحد عرّابي الإعلام الأمريكي المُحافظ وصديق ترامب لـ 25 عامًا) عن الإعلام: «إنه يمثل السلطة أكثر من تمثيله للسياسة.
إن منطق ترامب في الإعلام مشتقٌ من فهمه للرئاسة، فهو يرى أن أعظم نتيجة لرئاسة أمريكا أن تكون أشهر رجلٍ في العالم، وبمنطقه البسيط، فإن الشهرة تعني الحُب والتبجيل، ولذا كان يبحث عن حب الإعلام في كل مكان.
يُقام سنويًا عشاء يجمع مراسلي البيت الأبيض، ويحضره – وفقًا للتقليد – الرئيس الأمريكي.
كانت علاقة ترامب والرئيس الأميركي السابق باراك أوباما علاقة سلبية جداً اتسمت بالصراعات والانتقادات ما بينهما.

سادس عشر: البيت الأبيض بوابة ابن سلمان للصعود:

لم يتلقَ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تعليمًا خارجيًا، ما جعل ترامب وعائلته حذرين في التعامل معه في البداية.
وجد ترامب ومحمد بن سلمان، أنهما مُتقاربان، ومعرفتهما القليلة ببعضهما البعض جعلتهما مُرتاحين معًا.
 عندما عرّف ابن سلمان نفسه أمام كوشنر (صهر ترامب) مُخبرًا إياه أنه رجله في السعودية، بدا ذلك بتعبير صديق كوشنر: " كلقاء شخص لطيف في اليوم الأول من المدرسة الداخلية"
أحرز كوشنر على الصعيد الدبلوماسيّ نجاحًا مع الكنديين والصينيين من قبل، ولكن النجاح الحقيقي كان في السعودية.
كان لوزارة الخارجية الأمريكية علاقة بعيدة وقوية مع محمد بن نايف، المُنافس الأوّل – حينها – لمحمد بن سلمان.
وصلت رسائل لوكالة الأمن القومي (NSA) وللخارجية الأمريكية بأن نقاشات كوشنر وعلاقته سريعة النمو بمحمد بن سلمان، قد تكون خطرًا على محمد بن نايف.
يعتقد رجال الخارجية أن كوشنر اتّبع أفكار محمد بن سلمان التي لم تُختبر بعد.
خطة محمد بن سلمان وكوشنر كانت أعطني ما أريد أُعطِكَ ما تريد.
 دُعي محمد بن سلمان لزيارة البيت الأبيض، واستغلّ تلك الزيارة داخليًا ليظهر بمظهر قوّة وعلاقة وثيقة مع البيت الأبيض، وبدأ ابن سلمان بتقديم الوعود: سلّة من الصفقات والإعلانات التي ستُربح ترامب.
بدأ ترامب يتحدث قبل الرحلة للرياض عن الصفقات التي قد تُعقد، وذكر أنّ السعودية ستقوم بشراء صفقات ضخمة، 110 مليارات دولار فورية و350 مليار دولار على مدى 10 سنين. ومن الجدير بالذكر أنه تحدث منذ ذلك الحين عن نقل القاعدة الأمريكية من قطر إلى السعودية.
عُومل ترامب وعائلته معاملة الملوك في الرياض، يتنقلون باستخدام عربات غولف ذهبيّة وأُقيمت لهم حفلة بـ 75 مليون دولار على شرف الرئيس الأمريكي، وأجلسوه على كرسي يُشبه العرش.
كانت أفعال ترامب وتوجهاته في القمّة الإسلامية-الأمريكية في السعودية تُمثّل تغيّرًا ضخمًا في السياسة والاستراتيجية الخارجية الأمريكية إذ إنه:

تجاهل ترامب أو تحدى توصيات الخارجية الأمريكية.
لمّح للسعوديين بالضوء الأخضر للتنمر على قطر، التي رأى ترامب أنها تموّل الإرهاب. مُتجاهلًا تاريخ السعودية المُشابه في هذا الشأن.

أُسقط محمد بن نايف على يد محمد بن سلمان، مُتنازلًا عن ولاية العهد له، ليُخبر ترامب أصدقاءه أنه هو وكوشنر هندسوا اللعبة: "وضعنا رجلنا على القمة".

سابع عشر: ترامب وسياسة اوباما:

إن إلغاء «أوباما كير» (Obama care) القانون الذي سنَّه الرئيس السابق أوباما لتوسيع التغطية الصحية للمواطنين، أحد أكثر المواضيع التي جادل فيها ترامب ودعا إليها خلال حملته الرئاسية.

ثامن عشر: تفاصيل الاجتماع الذي قد يطيح بعرش ترامب:

أجرى «ترامب الابن» في التاسع من يونيو (حزيران) 2016 واحدًا من أخطر الاجتماعات في السياسة الأمريكية الحديثة، من خلال لقائه بشخصيّات روسيّة مرموقة. وعدته هذه الشخصيات بإعطائه معلومات مضرّة عن المنافِسة في الانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون
أدى هذا اللقاء إلى فضيحة سياسيّة لترامب لم يستطع التخلّص منها حتى اليوم، جعلت خصومه يتهمونه بالتواطؤ مع الرّوس للتأثير على نتائج الانتخابات.
هناك عدّة فرضيات لطبيعة ذلك الاجتماع وأسبابه الحقيقيّة ومنها:

الفرضية الأولى

يرجّح أن تكون أطراف روسيّة – بصفة منظّمة أو مرتجلة – أرادت تكوين علاقات وديّة مع ترامب.
يكون الاجتماع هو جزءًا من سلسلة لقاءات تعاونية بين حملة ترامب والرّوس من أجل الحصول على معلومات من شأنها تشويه صورة المنافسة كلينتون.
أعلن موقع ويكيليكس حصوله على إيميلات خاصة بكلينتون بعد أيّام من لقاء «ترامب الابن» بالروس،، وبدأ في نشرها للعموم بعدها بشهر.

الفرضية الثانية

إن حملة ترامب كانت موقنة بالخسارة أمام كلينتون، وبالتالي لم يكن لديها ما تخسره أكثر مما هي عليه بالفعل.
 أراد «ترامب الابن» أن يستخدم آخر ورقة يملكها (الروس) من أجل أن يظهر في أعين والده والبقيّة كرجل يمكن الاعتماد عليه.

 كان ستيف بانون كان ينادي «ترامب الابن» بـ«فريدو»، الابن الغبيّ في فيلم «the godfather».

الفرضية الثالثة

إنّ صهر ترامب احتاج لدعم «ترامب الابن» من أجل التخلّص من رئيس الحملة الانتخابيّة ليفاندوفسكي، وبما أن الصهر لم يكن يأخذ فرص ترامب للفوز بجديّة، فلم يجد أي خطورة في حضور هذا الاجتماع.
الجانب الأخطر من هذا الاجتماع بين فريق ترامب وبين الرّوس، وما يهّم المواطن الأمريكي بالفعل هو إن كان الرئيس ترامب قد علم بهذا الاجتماع بالفعل أم أنه حدث دون درايته؟

يستحيل ألا يخبر «ترامب الابن» أباه باجتماع بهذه الخطورة والجديّة. يعلّق بانون على هذا الاجتماع بكل اندهاش من تصرّف عائلة ترامب.
أكّد بانون أن مثل هذه الاجتماعات الخطيرة من المفروض أن يجريها المحامون، حتى لا يبقى أي أثر يشير إلى مسؤوليّة عضو من الحملة الانتخابيّة في التعاون مع حكومات أجنبيّة.

تاسع عشر: انشقاقات داخل العائلة المالكة:

كان الاجتماع الروسي-الأميركي المشؤوم واحدًا من أكبر الكوارث التي شهدتها إدارة ترامب.
بات فريق البيت الأبيض ينظر لترامب على أنه كاذب، بعد أن تأكّد علمه بوقوع هذا الاجتماع رغم إنكاره في السابق، مما جعل الكثيرين من موظفي البيت الأبيض يبحثون عن مخرج من هذا القارب الذي يوشك على الغرق، ويفكّرون بجديّة في الاستقالة.
حدثت انشقاقات داخل «العائلة المالكة»، فالكثيرون رأوا أن كوشنر (صهر ترامب) هو من سرّب تفاصيل هذا الاجتماع من أجل التخلّص من «ترامب الابن» وتبرئة اسمه من التورّط في هذه الكارثة.

عشرون: نقمة في ثوب نعمة:

لم يتوقّع كل من إيفانكا وكوشنر أن تكون رئاسة الوالد نقمة على أموالهما وأعمالهما، بدلًا من أن تكون نعمة، بسبب القيود القانونية التي تكبّل كل من يعمل في البيت الأبيض لضمان عدم استفادتهم بشكل غير مشروع من المنصب العموميّ.
اُتهم كوشنر في قضايا التربّح غير المشروع من منصبه في البيت الأبيض بعد عدة شهور من بدئه العمل في البيت الأبيض، وقد كان موشكًا على الإفلاس أو حتى دخول السجن.

 

 ألقى الزوجان باللوم على بانون واتهماه بأنّه يسرّب من داخل البيت الأبيض، وبريبوس (كبير الموظفين) بسبب الجو المشحون الذي يشوب جو العمل، وعلى شون سبايسر (المتحدث باسم البيت الأبيض) بسبب عدم دفاعه عنهما في وسائل الإعلام بالشكل الكافي.
رأى الكثير من موظفي البيت الأبيض أن إيفانكا تتجاوز أدوار السيّدة الأولى الرمزيّة بطبيعتها، إلى أدوار من المفترض أن يقوم بها موظفو البيت الأبيض المتمرّسون، وذلك من خلال مشاريعها واجتمعاتها بدل والدها.

واحد وعشرون: أجواء مكهربة ومؤامراتٌ لا تنتهي:

تم طرد كازوفيتز، محامي ترامب الشخصيّ وأحد أعضاء الفريق المقرّب منه بعد نشر كزشنير لتسريبات عن حياته الشخصية المتعلّقة بمشاكله مع الخمر وتصرّفاته السيّئة،وذلك بسبب اقتراح كازوفيتر طرد إيفانكا وكوشنرمن البيت الأبيض بسبب تجاوزهما لصلاحيتهما وتأثيرهما سلبًا على عملية اتخاذ القرار.
وقع شجارٌ بين ستيف بانون وهوب هيغز، مساعدة ترامب والمحسوبة على جناح إيفانكا ، لأنّه وبّخها وصرخ في وجهها بنبرة تهديدية، وأخبرها بأنها «تعمل لصالح البيت الأبيض، لا لصالح الزوجين كوشنر»، وقد استخدم الزوجان كوشنر هذه الحادثة في حربهما الباردة مع بانون حتى رحيله.

اثنان  وعشرون: مستقبل أميركا في أفغانستان:

اقتنع ترامب بفكرة بانون بالتعاون مع مؤسس شركة «بلاكووتر» بسحب القوات الأمريكية واستبدال رجال الشركات الأمنيّة الخاصة بها وبعض رجال السي آي إيه (CIA) ومجموعة من المتعاقدين العسكريّين الخواص من أفغانستان.
قوبلت الفكرة بالاستهزاء من طرف وزارة الدفاع الأمريكية.

ثالث عشرون: أسرع إقالة في تاريخ البيت الأبيض

أنثوني سكاراموتشي، أحد رجال الأعمال الذين دعموا ترامب خلال حملته الانتخابيّة، إلا أنه اختفى فجأة في الأيام الأخيرة لهذه الحملة بعد أن تهاطلت الفضائح على ترامب وعاش أيامًا عصيبة، مما اعتُبِر مؤشرًا آخر على أن حملة ترامب ستشهد هزيمة مذلّة.

 

عاد سكاراموتشي للظهور مجدّدًا بعد الفوز المفاجئ لترامب وصار يكثر من زياراته لـ«برج ترامب» للاحتكاك بفريق ترامب مجددًا والتقرّب من بانون الذي سيصبح كبير مستشاري الرئيس، لعله يحظى هو أيضًا بوظيفة ما في الإدارة الجديدة.

رابع وعشرون: أنثوني سكاراموتش:

أقنع أنثوني سكاراموتش الرئيس ترامب بأن يحظى بوظيفة في الرئاسة قائلاً: " أنا أتمنى فقط أن أحقق جزءًا صغيرًا من عبقريّتك الفذّة كشخص يجيد التواصل مع الآخرين، فأنت قدوتي ومثلي الأعلى."
لم يدم أنثوني سكاراموتش في منصبه أكثر من 10 أيام وذلك بسبب تسريبات صحافيّة يشتم فيها بعبارات بذيئة كبير موظّفي الرئاسة بريسبوس.

خامس وعشرون: جون كيلي يحاول السيطرة على الوضع:

من أجل احتواء هذه الفوضى التي تعم الرئاسة قرّر ترامب تعيين جون كيلي، الجنرال المتقاعد من الجيش الأمريكي، في منصب كبير موظّفي البيت الأبيض مكان بريبوس.
محاولاته في بسط شيء من الانضباط داخل المؤسسة من خلال تحجيم نفوذ إيفانكا وزوجها قوبلت باختلاف كبير في الرؤية من قبل الرئيس الذي يطمح إلى تعيين صهره في المستقبل وزيرًا للخارجية، وليس تحجيم دوره كما يرى كل من كيلي وبانون.