»

مجزرة أرحب في صنعاء بتوقيع سعودي

24 آب 2017
مجزرة أرحب في صنعاء بتوقيع سعودي
مجزرة أرحب في صنعاء بتوقيع سعودي

المقدمة

نفذت قوات العدوان السعودي مجزرة شنيعة على مديرية أرحب بمحافظة صنعاء راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد وجريح.

وأوضح أمين عام المجلس المحلي بالمديرية عبدالعالم أبو نشطان أن طيران العدوان شن أكثر من 22غارة على حفار بمنطقة بيت سعدان بالمديرية.

وأكد أن الطيران المعادي استهدف سيارات الإسعاف والمسعفين ما أدى إلى ارتفاع عدد الشهداء والجرحى.

أولًا: غارة للتحالف استهدفت "استراحة" (فندق صغير) في منطقة بيت العذري بمديرية أرحب

نقلت وكالة "أسوشييتد برس" عن شهود أن الفندق الصغير المكون من طابقين انهار بالكامل عقب استهدافه، فيما أشاروا إلى أن غارة أخرى ضربت نقطة تفتيش لأنصار الله، على بعد كيلومترات قليلة من الفندق. وفيما أفاد مسؤولون بمقتل ما يقدر بستين شخصاً في الغارات على الأقل، بينهم 35 شخصاً انتشلت جثامينهم من الفندق.

من جهتها، أشارت مصادر محلية تحدثت مع "العربي الجديد" إلى أن أغلبية الضحايا من المدنيين ومن المزارعين العاملين ببيع نبتة القات المنبهة التي يتناولها قطاع واسع من اليمنيين، إذ كانوا يبيتون في الاستراحة، الواقعة في أحد أطراف العاصمة القريبة من مناطق زراعية.

ثانيًا: ردود الفعل عن مجزرة أرحب

1-     السيد عبد الملك الحوثي: مجزرة أرحب تكشف حقيقة توجهات العدو وطبيعة المرحلة
أصدر قائد حركة انصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بيانا يعزي فيه اسر شهداء العدوان، مشيرا الى أن المجزرة التي ارتكبها طيران العدوان السعودي اليوم في ارحب ومحيط صنعاء تكشف حقيقة توجهات العدو وطبيعة المرحلة.

شدّد السيد عبد الملك الحوثي في بيانه على ثلاث نقاط رئيسة وهي:

  1. توجيه العزاء والمواساة لكل أسر الشهداء وذويهم وللشعب اليمني كافة والدعاء بسؤال الجرحى.
  2.  التأكيد على أن العدوّ بهذه الاعتداءات الإجرامية يكشف للشعب اليمني عن طبيعة المرحلة وحقيقة توجهاته ومؤامراته.
  3. التركيز على أن ضرب قوى العدوان النقاط الأمنية وفي تزامن موحّد في خطوة مشبوهة هي ذات صلة بمساعي وترتيبات لتنفيذ جرائم بحق شعب اليمن وزعزعة الأمن والاستقرار في العاصمة آملًا من الأجهزة الأمنية والمسؤولين في الدولة والأخوة في احتفلات المؤتمر الشعبي إلى أخذ الحيطة والحذر والانتباه تجاه ذلك.

2-     طهران تدين بشدة مجزرة ارحب التي ارتكبها العدوان السعودي

دان المتحدث باسم الخارجية الايرانية "بهرام قاسمي" المجزرة التي ارتبكها العدوان السعودي في مديرية ارحب باليمن اليوم الاربعاء اوالتي راح ضحيتها عشرات المدنيين، داعيا الامم المتحدة والمنظمات الدولية للتحقيق في المجازر الناجمة عن الاعتداءات السعودية على اليمن.

واعرب قاسمي عن مواساته لذوي ضحايا هذا العدوان، مضيفا: ان تصعيد الهجمات على المناطق السكنية والاهداف غير العسكرية، والحيلولة دون وصول المنظمات والمؤسسات الدولية الاغاثية المسؤولة يعد انتهاكا للمبادئ والقواعد الانسانية.

ودعا المتحدث باسم الخارجية الايرانية، الامم المتحدة والدول المؤثرة في الازمة اليمنية لمضاعفة جهودها من اجل الوقف الفوري للهجمات، واتخاذ التدابير والاجراءات المطلوبة للمحافظة على سلامة وأمن المدنيين وخاصة النساء والاطفال في اليمن.

وكان العدوان السعودي قد ارتكب في وقت سابق اليوم الأربعاء، جرائم مروعة راح ضحيتها عشرات الضحايا والجرحى في سلسلة غارات استهدفت فندقا في مديرية أرحب باليمن.

3-     رابطة علماء اليمن تستنكر مجزرة ارحب وتدعو للاستمرار بالوحدة والنفير العام
اصدرت رابطة علماء اليمن بيانا بشأن مجزرة أرحب وآخر التطورات في الساحة اليمنية، ودعت الى الاستمرار بالنفير العام ومواجهة العدوان ورفد الجبهات، وشددت على الوحدة بين المكونات السياسية والتي يسعى العدوان الى تفريقها.

وأكدت الرابطة على أن هدف الأعداء هو:

  1. السعيُ باستهداف تماسك الجبهة الداخلية ووحدة وإخاء أبناء الشعب اليمني الصامد المجاهد.
  2. استغلال تباين وجهات النظر بين القوى والمكونات المواجهة للعدوان.
  3. زرع عملائه وجواسيسه ومن في قلوبهم مرضٌ من الخونة والمتآمرين والمتربصين في الداخل الذين يهدفون إلى تهيئة الفرصة لهذا العدو كي يحقق أهدافه التي عجز عن تحقيقها في جبهات المواجهة

داعيةً كل أبناء الشعب اليمني إلى الاستمرار في النفير العام والتعبئة والحشد ورفد الجبهات بالمال والرجال.

هذا ودعت الرابطة جميع الأطراف والمكونات السياسية والاجتماعية إلى جمع الكلمة وتعزيز عوامل الصمود  وتجنب كل النعرات وتقديم مواجهة العدوان على سائر الأولويات والاهتمامات.

بالإضافة إلى سائر الوجاهات الاجتماعية والقبلية والعلماء والمفكرين والسياسيين إلى الحفاظ على الأخوة الدينية واللحمة الوطنية وتفويت الفرصة على الغزاة المتربصين.

ثالثًا: هل تكبح مجزرة أرحب الخلاف وتعيد توجيه البوصلة؟

لم تكد تمر ساعات على توصل «أنصار الله» و«المؤتمر الشعبي» إلى اتفاق بشأن فعالياتهما المتزامنة والمرتقبة ، حتى سارعت طائرات تحالف العدوان إلى الانقضاض على تطبيقات ذلك الاتفاق، محاوِلةً إرباك عمل اللجان الأمنية في صنعاء، وحاصدة في طريقها أرواح 48 مدنياً.

لم تكتفِ دول تحالف العدوان، في محاولاتها لتجيير الخلاف بين قطبَي جبهة صنعاء لمصلحتها، بالتصريحات السياسية والضخ الإعلامي المكثف في هذا الاتجاه، بل ذهبت أبعد من ذلك في تدخلاتها، مجلية عزماً صريحاً على الاستفادة من السجال اليمني لـ«كسر الجمود السياسي» على حد تعبير وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش.

إذ ما قامت به قوات العدوان اعتداء أريد منه إرباك اللجنتين العسكرية والأمنية، المشتركتين بين «أنصار الله» و«المؤتمر الشعبي العام»، واللتين كانتا قد اتفقتا، على اتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين مهرجان «المؤتمر» في الذكرى الـ35 لتأسيسه، والفعاليات التي دعت إليها «أنصار الله» لحشد الدعم إلى الجبهات، في الوقت نفسه.

إلا أن ما لم تتنبه إليه قيادة «التحالف»، على ما يبدو، المجزرة ستعيد شد العصب اليمني في مواجهة العدوان، وستسهم، أقله إلى حين، في امتصاص الاحتقان الداخلي الذي  تولد، وإعادة توجيه الأنظار نحو المسبّب الرئيس لما آلت إليه الأوضاع، وهو ما شددت عليه معظم المواقف التي صدرت عقب وقوع المجزرة. ورأى زعيم «أنصار الله»، السيد عبد الملك الحوثي، في بيان، أن «اعتداءات  أرحب تذكّرنا بأننا نعيش حالة الاستهداف والاستباحة كيمنيين»، مشدداً على ضرورة أن «تستمر بوصلة الموقف في الاتجاه الصحيح، وألا نغفل عن هذا الخطر والتهديد... ونغرق في متاهات سفاسف الأمور والمناكفات التي ينبغي الترفع عنها»، داعياً إلى «التعامل بمسؤولية وجدية وروح عملية". وأشار الحوثي إلى «تركيز قوى العدوان على ضرب النقاط الأمنية» في وقت متزامن، واصفاً ذلك بأنه «خطوة مشبوهة ليس من المستبعد أن تكون على صلة بمساعٍ وترتيبات لتنفيذ جرائم بحق شعبنا وزعزعة الأمن والاستقرار في العاصمة»، حاضاً الأجهزة الأمنية على «بذل قُصاراها في حماية المواطنين في كافة الفعاليات... باعتبار الجميع يمنيين وعلى الدولة مسؤولية حمايتهم»، مناشداً «أنصار الله» و«المؤتمر» و«القوى الشريكة» «الحذر من مساعي الأعداء إلى شق الصف الوطني وإثارة الفتن الداخلية، وعدم السماح نهائياً لأي عميل أو عابث بإثارة أي فتنة.

بدوره، أدان الرئيس السابق، رئيس حزب «المؤتمر»، علي عبد الله صالح، مجزرة أرحب، لافتاً إلى أنها «تضاف إلى سجل العدوان المليء بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية». وكرر، خلال اجتماع للجنة العامة لـ«المؤتمر»، طمأناته إلى أن مهرجان السبعين «ليس موجهاً ضد أي مكون على الإطلاق»، حاثاً أعضاء حزبه ومناصريه على «التوقف عن المهاترات»، مطالباً، في الوقت نفسه، «أنصار الله»، بـ«تحكيم العقل والمنطق دون اللجوء إلى الشتائم»، و«إذا في تباين... الحوار هو كفيل بحل هذه الإشكاليات». وقال إن مهرجان المؤتمر سيبعث برسالة إلى مجلس الأمن بأن «أوقفوا الحرب والعدوان»، مبدياً «استعدادنا للبحث في أمن دول الجوار... إذا كان اليمن يشكل خطورة".