»

موقف الشرعية الدولية اليونسكو والجمعية العامة من عروبة القدس

20 آذار 2017
موقف الشرعية الدولية اليونسكو والجمعية العامة من عروبة القدس
موقف الشرعية الدولية اليونسكو والجمعية العامة من عروبة القدس

ﺟﻤﺎل اﻟﺪﻧﺴﻴﻮي | العدد: 457، مركز دراسات الوحدة العربية - 02-03-2017

 

ﻣﻀﺖ ٦٩ ﻋﺎﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﺣﺘﻼل إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﻘﺪس اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ، و50 ﻋﺎﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﺣﺘﻼﻟﻬﺎ اﻟﻘﺪس اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ وﺿﻤﻬﺎ إﻟﻰ اﻷوﻟﻰ، واﻹﻗﺮار ﺑﻜﻮن اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﺸﻘﻴﻬﺎ ﻫﻲ ﻋﺎﺻﻤﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻷﺑﺪﻳﺔ، ﻣﻊ ﺗﻌﺮﻳﻀﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة إﻟﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬا، ﻟﻤﺨﺘﻠﻒ اﻹﺟﺮاءات اﻟﻘﺴﺮﻳﺔ، اﻟﺘﻲ ﻳﻬﺪف ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ إﻟﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﻘﺪس، اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺟﻐﺮاﻓﻴﺎ وﺗﺎرﻳﺨﻴﺎً وﻣﺠﺘﻤﻌﻴﺎً، واﺳﺘﺒﺪال ﻫﺬه اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺑﺎﻟﻄﺎﺑﻊ اﻟﻴﻬﻮدي ﻋﺒﺮ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻻﺳﺘﻴﻄﺎن واﻹحتلال.  

ﺑﻤﺎ أن اﻟﻘﺪس ﺗﺎرﻳﺨﻴﺎ، ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ أرﺿﺎ وﺑﺸﺮاً، وﻣﺎ اﻟﻮﺟﻮد اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﻓﻴﻬﺎ إﻻ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ اﺣﺘﻼل إﺣﻼﻟﻲ، ﻓﺈن اﻟﻤﻘﺎﻟﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ﻫﻨﺎ ﺳﺘﻜﻮن ﻣﻌﻨﻴﺔ ﺑﺎﺳﺘﺨﻼص ﻣﻮﻗﻒ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﻫﺬه   اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، اﻋﺘﻤﺎدا ﻋﻠﻰ ﻗﺮارات ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ ﻛﺈﺣﺪى اﻟﻤﻨﻈﻤﺎت اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻸﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة، واﻟﺠﻤﻌﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﺄﺣﺪ ﻫﻴﺎﻛﻞ ﻫﺬه اﻷﺧﻴﺮة.
  
وﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق، واﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻗﺮارات ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ واﻟﺠﻤﻌﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ، ﻳﺜﺎر ﺳﺆال: إﻟﻰ أﻳﻦ ﺗﺘﺠﻪ ﻣﻮاﻗﻒ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﻋﺮوﺑﺔ اﻟﻘﺪس؟ ﻫﻞ إﻟﻰ ﺧﺪﻣﺔ اﻷﺟﻨﺪة اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ أم إﻟﻰ ﺗﻜﺮﻳﺲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﻘﺪس اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ؟ أم إﻟﻰ ﺷﻲء آﺧﺮ؟ وﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﺴﺎؤل ﺳﻨﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﻓﺮﺿﻴﺘﻴﻦ: 

اﻷوﻟﻰ، ﻣﻔﺎدﻫﺎ أن اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻣﻤﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﺤﺼﺮ ﺑﻜﻞ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ، ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻣﻮﻗﻒ واﺿﺢ ﻣﻦ ﻋﺮوﺑﺔ اﻟﻘﺪس، ﻫﻮ أﻧﻬﺎ ﺗﺘﺒﻨﻰ ﺗﺪوﻳﻞ اﻟﻘﺪس، وﻻ ﺗﻘﺮ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺑﺤﻘﻴﻘﺔ اﻟﻘﺪس اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ أرﺿﺎ وﺑﺸﺮاً، إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﻨﺪد وﺗﻌﺒﱢﺮ ﻋﻦ رﻓﻀﻬﺎ، ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ، ﻟﻜﻞ اﻹﺟﺮاءات اﻻﺣﺘﻼﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﺑﻬﺎ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻋﻠﻰ اﻷرض، ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻐﻴﻴﺮ وﺿﻊ اﻟﻘﺪس.