»

النفط والنزاعات الداخلية العراقية والسورية: ممثلي الدول الفرعية ومعوقات أمن الطاقة التركي

14 آذار 2017
النفط والنزاعات الداخلية العراقية والسورية: ممثلي الدول الفرعية ومعوقات أمن الطاقة التركي
النفط والنزاعات الداخلية العراقية والسورية: ممثلي الدول الفرعية ومعوقات أمن الطاقة التركي

ترجمة: مركز الإتحاد للأبحاث والتطوير U-Feed

المقدمة:
    إنّ الأحداث الكبرى منذ عام 2014 في الشرق الأوسط التي أدّت بالإعتماد على الواردات المتنامية للطاقة التركية والمخاطر المترتبة إلى القلق بشأن أمنها في مجال الطاقة. خصوصًا بعد اسقاط تركيا لطائرة حربية روسية على الحدود التركية مع سوريا بتاريخ 24 تشرين الثاني 2015، مما اضطر صانعي السياسات إلى إعادة النظر حول إمدادات الغاز المتنوعة في تركيا. وبالمثل، أثارت زيادة واردات النفط التركية من العراق تساؤلات حول الصراعات بين وداخل الدول وآثارها على أمن الطاقة في المنطقة منذ سقوط الموصل في العراق بيد تنظيم "داعش" في 10 حزيران 2014. إنّ الإعتماد المستمر على وقود الشرق الأوسط الأحفوري، ليس فقط ضمن مزيج الطاقة التركي، ولكن أيضاً في الطلب العالمي للطاقة، يتطلب المزيد من التحليل للنفط والصراع في المنطقة، مهما كانت غير ملائمة أو مشحونة أيديولوجياً أو عاطفياً.

تتناول هذه الدراسة العلاقة بين النفط والصراعات. ثم، تدرس قضية العلاقات المتنامية للطاقة التركية في حكومة الإقليم الكردستاني (KRG) وذلك لتوضيح الآثار المترتبة للصراع بين وداخل الدول على الترابط الإقليمي في المنطقة. ويؤكد الجدال القائل بأنّ مخاطر تغيير مفاجئ للنظام أو تشكيل نظام ثوري في أعقاب الحرب الأهلية في سوريا والعنف العرقي أو الطائفي في العراق يجب ِإعادة تقييمه. هذه المخاطر، ترتبط بشكل وثيق بالصراعات الداخلية للدول، والتحديات الحالية لأمن الطاقة التركي والأهم لأمن الإنساني في المنطقة.

إنّ طموح تركيا طويل الأمد أن تكون مركزًا للطاقة، التي تستند إلى الموقع الجيوستراتيجي للبلاد لتنويع الموردين وطرق نقل واردات الغاز الأوروبي، قد تمّ استئنافها منذ حفل افتتاح أنابيب نفط باكو – تبليسي – جيهان في 1 تموز 2006. رغم ذلك، هناك بعض القيود مثال: عقود الغاز طويلة الأمد الموقعة مع روسيا و إيران، والافتقار إلى البنية التحتية لنقل الكميات المطلوبة من الغاز من البلدان الأخرى الموردة. وإنّ سلسلة صفقات الطاقة المُنجزة بين عامي 2011 و 2014 تهدف للوصول إلى موارد النفط والغاز في الدول الغنية بالنفط المجاورة لتركيا. فالاتفاقات الموقعة مع دول الجوار هي كالتالي:

أولاً، أذربيجان، لأجل إنشاء أنبوب الغاز الطبيعي العابر للأناضول (TANAP)، الذي ينقل غاز بحر قزوين مباشرةً إلى أسواق الطاقة الأوروبية مستبدلاً مشروع نابوكو الأكبر والأكثر كلفةً.

ثانيًا، روسيا، حيث وافقت تركيا على عبور خط أنابيب الغاز "South Stream" عبر المنطقة الاقتصادية الخالصة لتركيا في البحر الأسود مباشرةً بعد صفقة TANAP الموقعة مع أذربيجان في كانون الأول 2011. وبعد ذلك، مذكرة التفاهم الموقعة بين روسيا وتركيا بكانون الأول 2014 لبناء ما يسمى بـ"التيار التركي"، الذي من شأنه أن يلغي مشروع "South Stream" وإعادة توجيه أنابيب الغاز إلى تركيا.

ثالثًا، حكومة الإقليم الكردستاني، بناء أنابيب نفط جديدة بين شمال العراق وميناء جيهان بتاريخ 5 آذار 2013 ، بعد محادثات مع الحكومة الاتحادية العراقية لتمديد خط أنابيب كركوك – جيهان إلى البصرة بتاريخ 2 تموز 2012، حيث تمّ إعطاء الأولوية الغالبة للقدرة على المنال وتحمل أعباء تكاليف موارد الطاقة لتوفير إحتياجات الطاقة المتزايدة في تركيا، فضلاً عن بناء مركز للطاقة في تركيا.  ومع ذلك، فإنّ التغيرات المتسارعة لجيوسياسة الشرق الأوسط، منذ الإعلان الرسمي للخلافة الإسلامية الجديدة "داعش" بتاريخ 29 حزيران 2014، والتدخل العسكري الروسي في سوريا بتاريخ 30 أيلول 2015، يُسلط الضوء على التحديات التي تواجهها تركيا في شأن الأمن في مجال الطاقة.

لقراءة الدراسة كاملة بصيغة PDF:



إعداد: بينار إباك، أستاذ مساعد، قسم العلاقات الدولية، جامعة بيلكنت، أنقرة، تركيا، لصحفية الشرق الأوسط للدراسات.