»

دونالد ترامب: الملف الشخصي لرئيس الولايات المتحدة الجديد

22 كانون الثاني 2017
دونالد ترامب: الملف الشخصي لرئيس الولايات المتحدة الجديد
دونالد ترامب: الملف الشخصي لرئيس الولايات المتحدة الجديد

دراسة موضوعية شاملة عن شخصية ترامب وقدراته صادرة عن مركز فالداي الروسي للدراسات
ترجمة: مركز الاتحاد للأبحاث والتطوير


ملخص تنفيذي:


تدخلُ الولايات المتحدة مرحلةً جديدةً في مجال تقدمها. فعلى الرغمِ من أنها لا تزال القوة الرائدة في العالم، تشير الأحداث الأخيرة  إلى أنها ليست في مأمن من عدم الإستقرار والتغيير. وقد فاجأت هذه التغيرات النخبة في الولايات المتحدة. إذ لم يقدم أي من هيلاري كلينتون ودونالد ترامب، المرشحين الأساسين للرئاسة، برنامجًا لحل مشاكل البلاد الأساسية، فهما عوارض هذه الأمراض بحدّ ذاتهما. 

لذلك، مهما كانت نتيجة الإنتخابات الرئاسية فقد ظلَّ حس الغموض مهيمن على النظام السياسي للولايات المتحدة. ولأن الولايات المتحدة تحتلُ مكانةً خاصة في العالم، فإنَّ الغموضَ يمتدُ إلى العمليات العالمية ويزيدُ من تعقيدِ الصورة. 

تزامنت دورةَ 2016 الإنتخابية في الولايات المتحدة مع تفاقم التحديين الكبيرين للبلاد. كما تزدادُ العلامات وضوحًا في الساحة الدولية على أن الدورَ القيادي العالمي للولايات المتحدة آخذٌ في التناقصِ. 

ومع ذلك، فإنَّ الخطرَ الأكبرَ يكمنُ في التهديدِ الناشئ على الإستقرارِ الداخلي للنظام السياسي للولايات المتحدة. واتضح أنَّ النخبةَ في الولايات المتحدة غير مستعدة لهذا التحدي، وهذا ما يفسرُ إلى حدٍّ كبير وصفَ العالِم السياسي، "روبرت ليغفولد" الوقت الراهن بـ"عصر العقول الصغيرة". 

بغض النظر عن برنامجه السياسي، سيكون الرئيس المنتخب دونالد ترامب رهينةً لعدةِ مشاكل كبيرة  لا يمكنه التغاضي عنها. 

أولاً: عليه الإستجابة للطلبِ العامِ بالتقدّم الإجتماعي والتوزيع العادل للثروة. وإن التقاعس عن تلبية هذه المطالب سيؤدي إلى تطرف "اليسار". 

ثانياً: عليه أن يشكّل إجماع وطني جديد بين الأغلبية البيضاء والعديد من الأقليات. إذ يدعم السكان البيض في أميركا بما في ذلك غالبية النساء، دونالد ترامب في حين أن الغالبية العظمى من السكان لا تفعل. والإخفاق في تشكيل إجماع وطني قد يؤدي إلى تطرّف الحياة السياسية في البلاد.

ثالثاً: يتعيّن على البيتِ الأبيضِ البحث عن سبلٍ للتغلب على المواقف المعادية للنخبة في المجتمع والإستجابة ل"طلب التأكد من حقائق". فعلى النخبة إعادة تطوير نفسهم، من خلال التخلي عن الإتجاه السياسي السائد في العقود الأخيرة والترحيب بالآخرين في عضويتها. 

وأخيرًا، فإن التحدي الرئيسي يتمثل في الإجابة على السؤال التالي: ماذا تعني قيادة الولايات المتحدة في القرن ال21 وأي من الموارد تسعى الولايات المتحدة إلى تخصيصها للحفاظ على هيمنتها؟ إذ تكمن الفكرة المؤلمة في أن النفوذ العالمي للولايات المتحدة آخذٌ في التقلص وبالتالي قد تؤدي إلى صدمة لدى النخبة.

وبالإضافة إلى هذه المهام، فإن عددًا من القيود السياسية الداخلية الخطيرة ستعرقل الرئيس المنتخب ترامب.الأول، هو الخلافات السياسية العميقة، التي تفاقمت بسبب الخطاب العدواني لمرشحي الرئاسة. فلم يكن يملك دونالد ترامب تفويض شعبي كامل، والمشاكل السياسية الداخلية ستلفت إنتباه الرئيس الجديد أكثر من قضايا السياسة الخارجية. وإن الغالبية الجمهورية في الكونغرس ستكون محرجة أمام ترامب. فهو من المؤكد سيواجه التخريب السياسي من قبل الديموقراطيين. وبدورها، في حال فشلَ ترامب كرئيس فسينقلب الحزب الجمهوري ضده عند نهاية فترة ولايته وسيدعم مرشحًا جديدًا للإنتخابات الجديدة. 

ومن المرجح أن تشهد الرئاسة الجديدة سلسلة من قضايا الجرائم، وفقًا للوعود التي قطعها ترامب في خلال حملته الإنتخابية، وسيطالب الديمقراطيون بإجراء تحقيق عن تعامل كلينتون مع المعلومات السرية عن تمويل حملة الحزب الديمقراطي الإنتخابية من قبل المملكة العربية السعودية وقطر وأوكرانيا. وفي المقابل، سيسعى الديمقراطيون لمحاكمة ترامب بتهمتي التهرب من دفع الضرائب والتحرش الجنسي. بالإضافة إلى إجراء تحقيق في مزاعم "التدخل الروسي" في إنتخابات الولايات المتحدة. وفي سيناريو أسوأ فقد تغرق الولايات المتحدة في أزمة دستورية. 

ويأتي السؤال، ما هو مصير العلاقات الأميركية – الروسية في المستقبل؟ إذ لا نملك أسس متينة تساعدنا على التنبؤ بمواقف الرئيس المنتخب ترامب حول قضايا دولية محددة. ومع ذلك، فمن غير المرجح أن تسبب نتائج الإنتخابات تغييرًا جذريًا في المصالح القومية للولايات المتحدة الأميركية. 

وبعد تشكيل حكومته سيركّز ترامب على القضايا الداخلية، وبالنسبة للسياسة الخارجية والعلاقات مع روسيا فسوف تعتمد إلى حدٍّ كبير على الأحداث حال وقوعها. 

وعلى الرغم من خطابه العلني الإيجابي، لم يقدم دونالد ترامب أي مقترحات ملموسة لتحسين العلاقات مع روسيا. إذ تحمل رئاسته قدرًا كبيرًا من الغموض بالنسبة للعلاقات الثنائية. وتحتوي الإدارة التي يشكلها ترامب على الأفراد الذين مرّوا بتجربة إيجابية في العمل مع موسكو (مثلًا ريكس تيلرسون، الذي نُصٍّب كوزير دولة) فضلًا عن تعيين الجنرال جايمس ماتيس وزيرًا للدفاع.

على أكثر تقدير، سيحافظ البلدين على السياسات الحالية تجاه بعضهم البعض على مدى السنوات الأربع المقبلة. بيد أن العلاقات قد تواجه بعض التقلبات، وستحاول كل من موسكو وواشنطن الحفاظ عليها على نحو ثابت. وهذا يعتمد على ظروف محددة في العلاقة بين البلدين، وعلى التطورات بين بلدان أخرى.

وضعت الأزمة الأوكرانية حدًّا للفكرة السائدة وهو أن روسيا والغرب يتبعان الهدف المشترك المتمثل بتشكيل مجتمع أوروبي أطلسي. فالعلاقات الروسية - الأميركية تحتاج لأكثر من مجرد "إصلاح" أو "إعادة"، إنهم بحاجة لإعادة صياغة كاملة. ومع ذلك سيكون تركيز الولايات المتحدة في السنوات المقبلة، على نفسها في مثل هكذا تعهدات. 

إضافةً إلى ذلك، سيزيد الغرب عقوباته تدريجيًا بحق روسيا إستجابةً لضغوط أولئك الذين يعارضونها في الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي. وقد دفعت الأزمة الأوكرانية روسيا تجاه الصين في سبيل بقاء مصالح الولايات المتحدة الطويلة الأمد. قد تستجيب الولايات المتحدة بشكل أفضل من خلال تجنيد الدعم الروسي في إحتواء الصين. وستزيد واشنطن العقوبات تدريجيًا في محاولةٍ لجعل روسيا تسير في الإتجاه الملطلوب. وستفقد القضية الأوكرانية تدريجيًا أهميتها. 

مستعينًا بمنهجية العالِم السياسي في الولايات المتحدة، "فريد غرينستاين" يقيّم هذا التقرير المعايير الأساسية لكفاءة دونالد ترامب النفسية والمهنية، وفعاليته كمحاور شعبي بالإضافة إلى قدرته التنظيمية ومهارته السياسية ورؤيته وأسلوبه المعرفي وذكاءه العاطفي. 

يسعى التقرير في جزئه الثاني للتنبؤ لمستقبل دونالد ترامب فيما يخص المنصة السياسية الخارجية بناءً على تصريحاته السابقة والأشخاص الذي اختارهم كمستشارين له إلى جانب داعميه.

كما يحلّل التقرير السياق السياسي المحلي للإدارة الرئاسية الجديدة في الولايات المتحدة، ويحدّد القيود السياسية التي سيواجهها قاطن البيت البيض.

وأخيرًا وليس آخرًا، سيتوصل التقرير إلى خلاصات متعلقة بروسيا، معتمدًا على نتيجة الحملة الإنتخابية في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى وصف سيناريوهات محتملة فيما يتعلق بتطوّر العلاقات الثنائية بعد تولي ترامب الرئاسة.

الدراسة كاملة بصيغة PDF.